العنف الأسري وعلاقته بالتنمر المدرسي لدى طلاب المرحلة المتوسطة

(دراسة حالة)

الملخص

الهدف من الدراسة الحالية هو التعرف على العلاقة بين العنف الأسري وسلوك التنمر المدرسي لدى طلاب المرحلة المتوسطة , وتم استخدام المنهج الاكلينيكي (دراسة الحالة) لعينة بلغ قوامها  (4 ) طلاب من الذكور في متوسطة المستقبل للبنين , ودراسة الحالة عرفها  Huber,1993 أنها مركز المنهج الاكلينيكي فهي لا تهدف فقط لإعطاء وصف للحالة والوضعية والمشكلة بل تبحث أيضاً في أصل المشكلة وتطورها , وللتحقق من صحة فروض الدراسة تم استخدام المقابلة النصف موجهه , واختبار الادراك الأسري وهو اختبار اسقاطي صمم من قِبل كل من سوثيل يوري SthleUary وسوزان هنري SusanHenry, ومقياس التنمر المدرسي , وتوصل الباحث إلى النتيجة التالية :

تحقق صحة الفروض , من خلال التعمق في النظرية النفسية التي تدفع الفرد باتجاه طبيعة نسقه الأسري , وهذا الاتجاه انبثق منه اختبار الإدراك الأسري الذي تم استخدامه في هذه الدراسة , حيث اوضحت نتائج المقابلة النصف موجهة ونتائج اختبار الإدراك الأسري أن الاطفال الذين تعرضوا للعنف الأسري ترتفع لديهم معدلات الصراع الظاهر , وكذلك اوضحت النتائج أن غياب الحل للصراعات التي يتعرضون لها تدفع الاطفال إلى سلوك التنمر لأن هذه الصراعات تشكل مصدر للضغوطات على الاطفال, كما اوضحت النتائج أن الاطفال الذين يذهبون باتجاه سلوك التنمر دائماً يتعرضون لمعاملة قاسية داخل النسق الأسري , وهذه التفاعلات السلبية والعلاقات التي توصف بأنها غير طبيعية داخل النسق الأسري  تنعكس على الاستقرار النفسي وسلوك الاطفال وبالتالي يحاول الطفل أن يختار حلاً نهائياً لهذه الصراعات وهو سلوك التنمر المدرسي فتكون لديه رغبه صريحه بالتسلط والسيادة , ويعتقد الطفل من خلال هذا السلوك أنه سوف يحقق الشعور بالأمان وفي الحقيقة أن الحاجة الصحية إلى تحقيق الذات تستبدل لديه بدافع الشعور بالأمان من خلال سلوك التنمر لأنه يعتبر أن القسوة والعنف الذي اكتسبه من النسق الاسري قوة وأن التساهل والانسجام مع الآخرين ضعف .

وبناءً على هذه النتيجة يوصي الباحث بضرورة  وضع نظام مركزي للمتابعة وجمع البيانات لأثبات مدى علاقة وفداحة العنف الأسري الذي يتعرض له الاطفال بسلوك التنمر المدرسي , وتوجيه نظر المسؤولين إلى دور وأهمية الأسرة في الحد من سلوك التنمر المدرسي من خلال قيام الأهل بمراقبة أبنائهم وتقويم سلوكهم .