الفكر التربوي الإسلامي والصحة العقلية

الملخص

بما لا مجال للشك فيه، أنّ الفكر التربوي الإسلامي، له السبق فيما ذهب إليه من دراسته للعقل الإنساني وقواه وحدوده. وكذلك تتبع ما ترينُ عليه من أوهام وظنون وتخرص في بعض الأحايين، واتباع الشكوك والهوى العمياء، والبعد عن المنطق السليم والتفكير الصحيح. وإدلاء دلوه في منابع الجواهر المكنونة واستخراج النصائح والإرشادات فيها، كيما يخرجه من مستنقعات الجدل والتقليد الأعمى، والوقوع في متاهات  التباهي الكثير بقوته، والغلو في تقديسه، وجعله المصدر الأول والأخير  لإصدار الأحكام والقررات، دونما الرجوع إلى نبراس الوحي الإلهي..

فالغفلة واتباع الهوى، والمحاكاة اللامحدود، وتعطيل العقل كذلك،  صفات إنسانية متجذرة في كيان البشر جميعاً، والتعالي أمام الغيبيات، شيمة واردة على النفس، ويدفع بالإنسان إلى الركون لاستخدام العقل المنطقي لوحده، وإهمال دور التجربة والنظرة الدينية السماوية، وارتكاب ما يذهب بالعقل ويخمره ويعطله  ويزيله من العرق والمسكرات والمواد المخدرة، كلها مزالق سلوكية وأخلاقية، يجعل من الإنسان ليحط قدره ويهين بخصوصيته بين سائر الكائنات الحية.

واستدراكاً لعلاج المشاكل العقلية، والأخذ بأيدي العابثين به، وإلجام جنح الواقعين في القبائح والفواحش المزيلة للعقل، و صداً لعاطليه والرجوع بالإنسان إلى الفكر الحي، والتفكير اليقظ، وكذلك حث الواعين إلى اتباع إستراتيجيات لبقاء سلامته وحفظه ودوامة صحته، جاء هذا الفكر مقترحاً ما عنده من الإرشادات والعناية بالصحة العقلية، مسترشداً العقول إلى التمسّك بالهدي القرآني والاستنارة بسراج النبوة المضيئة.