معاني الخليل في تفسير الإمام قطب الدين الشيرازي الشافعي (ت710هـ)

الملخص

بكى ابن الجوزي -رحمه الله- على ضعف الهمة في اندثار كثير من كتب العلم: فقال: "كانت همم القدماء من العلماء عالية، تدل عليها تصانيفهم، التي هي زبدة أعمارهم، إلا أن أكثر تصانيفهم دثرت؛ لأن همم الطلاب ضعفت، فصاروا يطلبون المختصرات ولا ينشطون للمطولات، ثم اقتصروا على ما يدرسون به من بعضها، فدثرت الكتب، ولم تنسخ".

فيا لله العجب! إذا كانت هذه شكوى ابن الجوزي في تلك الفترة، وهو يرى أبا الوفاء ابن عقيل الحنبلي (513هـ) صاحب كتاب «الفنون» في (800 مجلد)، ويرى ابن الخشاب النحوي (567هـ) صاحب التصانيف الكثيرة والمكتبة الضخمة، وأبا العلاء الهمذاني (569هـ) العلامة المتفنن، عاشق الكتب، والوزير الصالح العالم ابن هبيرة (560هـ) صاحب الأيادي البيضاء على العلم والعلماء، وغيرهم، فماذا نقول إذاً في عصر قد اجتمع فيه إلى ضعف الهمم، وخور العزائم، سيل هادر من الملهيات والمشغلات عن العناية بتحقيق النصوص، بل عن طلب العلم جملة، والله المستعان.