مباني رؤية مصباح اليزدي في المعرفة الحسية

(تحليل ونقد)

الملخص

موضوع هذا البحث دراسة تحليلية نقدية لمجموع الاسس التي اعتَمدت عليها الرؤية المعرفية الفلسفية للفيلسوف مصباح اليزدي في تحليله لحقيقة المعرفة الحسية، وما يترتب عليها من لوازم في نظرية المعرفة، وهي رؤية قد عرضناها جزئياتها في بحث منشور لنا سابقا، في مجلة السبط، العدد الثالث، خلاصة هذه الرؤية لمعرفية، ان الادراك الحسي يندرج في العلم الحصولي، وانه اضعف المعارف، ولا طريق لإدراك المطابقة فيه، بين الصور والواقع؛ الا عن طريق العلم الحضوري بالواقع، وهو طريق يرى مصباح اليزدي كونه متعذراً، بسبب فقدان الطريق الى ادراك الوقع حضورا. 

اعتمدت هذه الرؤية على مجموعة من الاسس المعرفية والعلمية والفلسفية، من اهمها، مسالة اخطاء الحواس، والبيان العلمي للإحساس، واليقين في العلم الحضوري، عدم قابلية وقوع الخطأ فيه.   

الغرض من هذه الدراسة تكملة الجانب النقدي في رؤية مصباح اليزدي، وهو ما عرضناه في بحثنا السابق، الذي اعتمد النقد فيه على النقد البنائي فقط، أي ملاحظة اجزاء هذه الرؤية في بنائها الداخلي، اما في بحثنا هذا، فان النقد والتقويم بلحاظ مباني هذه الرؤية المعرفية؛ أي دراسة ما ابتنيت عليه من تلك الاسس المتقدمة، وهو امر اساس في تكملة النقد المنطقي. لان تقويم الرؤية المعرفية لا يكتمل الا في نقد وتقويم الاسس والمباني التي ارتكز عليها البناء المعرفي.

المنهج المعتمد في هذه الدراسة هو المنهج التوصيفي المعتمد على الاستقراء والتتبع، والمنهج التحليلي والنقدي.