النَغم الموسيقي في شعر محمد رضا الهندي

(موسيقية الجناس أنموذجاً)

الملخص

الجناس هو من الفنون  البديعية  اللفظية  الذي يمتاز بنغمه الموسيقي المتأتي من عنصر التَكرار, الذي يشكل أساس بنيتة التكوينية مخلفا جِرْسا نغميا مختلطا بمعانٍ جوهرية , تترك أثرها في نفس المتلقي , فكأنه يمرّ بمراحل عدة للوصول إلى المغزى الحقيقي من الكلام , فنجده  يتوهم , ثمّ يستدرك , ثمّ يتمعن , ثم يتنبه , فيستشعر جمال الكلمات المتوشحة بعبق الجناس , وهذا هو أساس البلاغة وعمادها , أن يستوقف الكلام  المتلقي  ويشدّه إليه لمعرفة مغزاه , فكيف إذا اندمجتْ موسيقى الكلام الداخلية المتمثلة بالجناس , بموسيقاه الخارجية المتمثلة بالوزن والقافية , وخلّفتْ لنا أنغاماً وايقاعات لها أثرها الواضح في شدّ تنبه المتلقي لذلك الكلام , فتكمن أهمية هذه الدراسة في تسليط الضوء على جَنْبة مهمة من جَنَبات شعر محمد رضا الهندي , بتتبع منابع الموسيقى الداخلية  في شعره , وتحديداً الموسيقى الداخلية التي ينتجها فن الجناس فضلا عن تبيان مدى قدرة  الشاعر محمد رضا الهندي على توظيف  فَنّ الجناس في أشعاره ,ومن ثم زيادة النغم الموسيقي المتأتي من هذا الفن في ثنايا قصائده . وإن من أهم النتائج في هذه الدراسة هي أن الشاعر لم يلتزم بمعايير الموسيقى التقليدية  بما  فيها من صرامة القافية , ووحدة الوزن فحسب فقط , بل انتقل من شكلها المعتاد إلى باحة غنّاء تفيض جِرْساً نغمياً داخلياً ، وإيقاعاً خارجياً , تمس أفئدة المتلقين وعقولهم , فحاول الشاعر أن يزاوج بين الموسيقى الخارجية المتمثلة بالوزن والقافية والموسيقى الداخلية التي يخلقها  فنّ الجناس بين نسيج اشعاره, وبأنواعه المتنوعة من تام وناقص؛ لأنها تختلف فيما بينها بنوع النغم الموسيقي الذي تضفيه على تلكم الأبيات الشعرية .