احكام الطلاق في حاشية عبد الكريم التبريزي على الكشاف من خلال سورة البقرة

الملخص

الحمـد لله رب العالمين الـذي شـرف الأمـة بأشـرف كتـاب وجعـل التمسـك بـه وتطبيـق أوامـره والكـف عمـا نهـي عنـه سـببا لمرضاة الله ودخـول الجنـة مـن أوسع الأبواب ، والصـلاة والسلام علـى الحبيـب الخـاتم ، وعلى آله وجميع الأصحاب ، وعلـى مـن دعا بدعوته وعمـل بهديـه الـى يـوم يـفـر فيـه المرء من أخيه وأبيه وبنيه والأحباب، أما بعد :

فإن الله قـد كـرم الأمة على باقي الأمـم بـأن جعل لهـا شـريعة هي خاتمـة الشرائع ، ودينهـا خـاتم وناسـخ الـديانات ، وكتابهـا معجـزة باقيـة الـى أن يشاء الله أنزلـه علـى خيـر الأنـام ، من تمسـك بـه فقـد سـعـد فـي الـدارين ، ومـن أعـرض عنـه شـقـي فـي الـدارين ، فصـار هـذا الكتـاب حيـاة ومنهجـا لأكـرم المخلوقات بعد أن أمرهم بالطيبات ونهاهم عن إتيان المحرمات مرغبـا لـهـم بفهم معانيـه وتدبر آياتـه، ولـذلك أقبـل اليـه المسلمون برغبـة وطمـع فـي رحمـة الله تلاوة وحفظـا وعمـلا وفهمـا ، فاستنبطوا منـه الأحكـام والعلـوم وفسروا آياتـه وبذلوا الجهـد لفهم معانيه وإيصالها إلى عامة المسلمين وغيرهم، ومـن هـؤلاء المفسرين الذين خدموا كتـاب الله  الإمام الجليل عبد الكريم التبريزي المتوفي 831هجرية.