الإجابة عن تساؤلات تتعلق بآيات الحدود

الملخص

 الحمد لله الذي شرح صدور أهل الإسلام بالهدى .. ونكت في قلوب أهل الطغيان فلا تعي الحكمة أبداً. وأصلّي وأسلّم دائماً أبدا على رسوله المصطفى ونبيّه المجتبى , وآله وصحبه ليوث العدا, وغيوث الندا , صلاة وسلاما دائمين باقيين من اليوم حتى يبعث الناس غدا.

وبعد .. فإن الإسلام بناء عظيم , ودين كامل , به ختمت رسالات الله , وبه أرسل رسول الله محمد r , رحمة للعالمين , ليفتح به آذان صمّا وقلوباً غلفاً . والشرائع التي شرعها الله في دينه ما كانت إلا لتوافق نفوس سائر البشر في كلّ أوقاتهم, ومنها حدود الله.

   إن من المعلوم أن لكلّ شيء حدّ , يُعرَفُ به , ويتمّيز به عن غيره , يحفظه من عبث العابثين , قال r : "  أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلاَ إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ "[1] , فهذه الحمى ضرورية لحفظ الحدود ؛ فمنفعتها تشمل كلّ فرد فيه .

   ومن العجب أن نسمع هنا وهناك أصوات نشاز , تلقي التهم جزافا , لتشكك الناس في دينهم. والأعجب من هذا أن تكون الأصوات من داخل هذا الصرح الشامخ وحصنه الحصين , من أبناء المسلمين. ومع ذلك فالمسلم أولى بفهم كلّ ما يتعلق بدينه ؛ لأنه المعني بتطبيقه . فلا غرابة بعد ذلك في شرع الله ؛ فتطمن نفوس عوامّه وتنجلي الشبهات عن صدورهم.

   أمّا أعداء الله I , فدائمو التشكيك في التشريع, وهم لا يُقصِرون , وما حديثنا إلّا من باب مجابهة الشبهات , وصدّ المثل بالمثل . ولولا أننا في زمان الغفلة الغالبة , والرغبة الراغبة عن كلّ ما هو إلهيّ ؛ فارتفعت الأصوات منهم مطالبة برحمة الناس من شرع العزيز الرحيم, لما احتجنا لبيان ذلك ؛ فقد عملت الأمة زماناً بإقامة حدود الله بين الناس . كيف إذن حصلت الشبه ؟ وهل من المعقول أن نصير إلى ضلال بعد إذ هدانا الله ! لكنّ واقع الأمة – مع الأسف  - يشير إلى حاجة العوام لكشف ما غُبِّيَ عنهم من شأن دينهم ؛ فهم بذلك أولى , ومن غير المسلمين أصغى .. فشرعت في كتابة هذا البحث المختصر على عجالة , محاولاً الإجابة عن أهمّ التساؤلات التي يكثر حولها اللغط بخصوص الحدود الشرعية.

[1] رواه البخاري (52)